هل نبقى أسرى للحبّ الأول في حياتنا؟

هل نبقى أسرى للحبّ الأول في حياتنا؟

هل يمكن أن يبقى الإنسان أسيراً لحبّه الأول الذي مضى وراح في سبيله؟ وهل يستطيع نسيان تفاصيله والخوض في غمار مشاعر جديدة مع أشخاص جدد؟ أم يظلّ طيف الحبّ الأول موجوداً بعقله وبقلبه؟

يعتقد علماء نفسيون أنّ كثيرين لا يمكنهم نسيان الحبّ الأول إذا عاشوا تجربة حبّ أولى وكانت بالفعل حقيقية بالنسبة إليهم، بحيث وقعوا في غرام من أحبّوا وتمكنت مشاعرهم من السيطرة على عقولهم وخيالهم ووجدانهم، حتى أصبحت الحياة من دون "الحبيب الأول" لا تساوي شيئاً.

بحسب الدراسات النفسية، فإن الحبّ الأول ليس وهماً، بل تجربة حقيقية يعيشها الإنسان كأول اكتشاف يؤثر على مشاعره وخياله بقوة، وهو ما يترك في دماغه الأثر العميق وتبقى ذكرياته في نفس الشّخص حتى لو بعد مرور عشرات السنين، حتى وإن خاض تجارب حبّ أخرى.

وأثبتت الدراسات الحديثة أن للحبّ الأول تأثير كبير على النفس البشرية، وأن كل ما يعيشه الشخص في أول تجربة حب له من مشاعر وخيالات قوية تترك أثراً في دماغه، يتحول لاحقاً إما إلى ذكريات حال انتهاء قصة الحب، أو إلى خطر عليه إذا لم يستطع تجاوز تلك التجربة. فإذا لم يستطع الشخص تحمّل فراق الحبيب الأول عنه والبحث عن حبّ آخر، قد لا ينجح في المضيّ قدماً في حياته، وفي حال نجح في نسيان ماضيه مع الحبيب الأول، إلا أنه قد يقع في فخ المقارنة مع الحبيب الجديد.

واللافت أنّ الحبّ الأول يؤثر على المرأة أكثر من الرجل؛ لأنها تحتاج لوقت أطول للتخلص من ذكريات حبّها الأول وتقبّل خسارته إن لم تتمكن من تخطّيه بسهولة، أما الرجل فهو الأقدر على إيجاد حبّ جديد يُنسيه الأول، ويُشعره بعدم التأثر من انفصال الحبيب عنه.

في هذا السياق، قدّمت الدراسة خطوات بسيطة قد تساهم في علاج هوس الحب الأول، تبدأ بضرورة تقبّل الشخص سواء الرجل أو المرأة للواقع الذي يعيشه، وتقبّل التخلي عن الحبيب، ودفن ذكرياته من خلال قطع أي اتصال به. كما نصحت الدراسة بضرورة عودة الشخص للتفاعل مع محيطه الخارجي، محاولاً البحث عن حبّ جديد، وعن حلول واقعية تساعده في التكيف مع الواقع، بدلاً من الهرب إلى الخيال.

  • » Home
  • » News
  • » هل نبقى أسرى للحبّ الأول في حياتنا؟
SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...